مكّنت جائحة كورونا التي تعصف ببلدان العالم ومنها الأردن قرابة 187 شركة صناعية متخصصة في صناعة المعقمات والكيماويات والأوراق الصحية في المدن الصناعية الأردنية من مواصلة عملها وانتاجها، منها ( 139) شركة متعددة في مجال الصناعات الصحية والطبية و(48) شركة في مجال الكمامات والأرواب لتزويد السوق المحلي لمنتجاتها التي تتطلبها المرحلة الحالية والتي أسهمت بتعزيز مخزون المملكة منها وفقا لأفضل المواصفات العالمية في وقت تشكو فيه العديد من بلدان العالم من شحّها وفقدانها من الأسواق نتيجة زيادة الطلب عليها.
ففي الوقت الذي دعا فيه جلالة الملك الى زيادة كميات الإنتاج في المملكة من مواد التعقيم والصناعات الصحية والطبية، انبرى العديد من الشركات الصناعية المتخصصة في المجال النسيجي لأخذ زمام المبادرة إلى جانب الشركات العاملة في هذا المجال وتحويل الأزمة لفرصة عبر تحويل خطوط إنتاجها لصناعة الكمامات والأفرهولات الطبية، مشكلة رافدا آخر إلى جانب الشركات العاملة في هذا المجال لزيادة كميات الإنتاج في المملكة واشباع حاجة السوق المحلي منها والتوجه نحو التصدير لمختلف دول العالم مؤكدة قدرة الشركات العاملة في مختلف المدن الصناعية الاردنية على التأقلم في مختلف الظروف والحالات وأن الصناعة الأردنية قادرة على تلبية الإحتياجات في هذه الظروف ومواصلة الإنتاج والإعتماد على الذات في مختلف القطاعات الصناعية.
وأكدت هذه الشركات أن إنتاجها اليومي قد تضاعف وهي في عملية مستمرة لتوريد صناعاتها الى السوق المحلي وتتوجه للتصدير لإنعاش الحركة الإقتصادية وتلبية احتياجات الأسواق الخارجية وخصوصا بأن المعابر البرية مفتوحة أمام الحركة التجارية.
مصادر في هذه الشركات أكدت ايضا أنها بذلت أقصى جهودها للتركيز على صناعات كافة أنواع المعقمات سواءا مطهرات المباني والمعقمات الشخصية بالإضافة الى المعقمات المستعملة في تعقيم الخضار والفواكه، حيث استطاع حجم الإنتاج ولله من تلبية إحتياجات السوق المحلي وتوفرها بشكل كامل بحيث يتسطيع المواطن الأردني شراءها دون نقص او شح، كما زادت كميات الإنتاج من الكمامات والملابس الطبية وتوريدها الى السوق المحلي وخصوصا القطاع الطبي الذي لم يشهد نقصا في هذه المتطلبات.
ولم تغفل شركة المدن الصناعية الاردنية التي تدير العملية الإستثمارية في مختلف المدن الصناعية العاملة في المملكة وتحتضن هذه الشركات عن دورها منذ اللحظة الأولى لصدور أوامر الدفاع آخذة على عاتقها العمل وبجد لتسهيل عمل الشركات الصناعية في القطاعات المهمة وعلى رأسها الطبية والغذائية كتسهيل اصدار التصاريح للمستثمرين والعمالة اضافة الى تنسيق الجهود مع مختلف الجهات الإستثمارية وفي مقدمتها وزارة الصناعة والتجارة والتموين وهيئة الإستثمار وغرف الصناعة والتجارة وجمعيات المستثمرين والبلديات لتنفيذ الخطط التي تضعها اللجان الحكومية المختصة في هذة الظروف الاستثنائية لمواجهة هذا الظرف الإستشنائي الذي تمر به المملكة.
المدير العام للشركة عمر جويعد أكد أن هذا الوقت هو وقت الصناعة الأردنية أكثر من أي وقت مضى نظرا لجودة الصناعة الاردنية وأمامها الفرصة الكبيرة في إحلال المنتج المحلي بدلا من المنتج الأجنبي المستورد وهو ما حدث بالفعل خلال هذه الأزمة، كما ويتجاوز الأمر الى البدء بالتفكير في تبني مرحلة جديدة تعتمد على وضع إستراتيجيات وخطط تنفيذية لفتح الطريق امام المنتجات الأردنية لدخول الأسواق الإقليمية والعالمية بالإعتماد على العديد من العوامل أهمها الإتفاقيات التجارية الموقعة بين الأردن والعديد من دول العالم، حيث تميز الأردن بمهارته الهائلة في إدارة الأزمة بكل كفاءة وإقتدار وهذا بالتأكيد سيعمل على خلق بيئة إستثمارية ملائمة من الناحيتين التشريعية والصحية للعديد من الشركات الأجنبية للقدوم الى الأردن وإقامة مشاريعها ومن ثم الإنطلاق نحو التصدير للأسواق العالمية.
يذكر أن المدن الصناعية العاملة والتي تتبع للشركة تقع في كل من سحاب والموقر واربد والمفرق والكرك والعقبة.