شكّلت مدينة الحسن الصناعيه منصة لإنطلاق شركات اردنية عاملة في مجال صناعة المبيدات والأدوية البيطرية والأسمدة الزراعية الاردنية والتي شقّت طريقها للعالمية من خلال جودتها ومطابقتها للمواصفات العالمية بدخول مختلف الأسواق المحلية والعربية والعالمية.
ففي هذه المدينة الواعدة التي تعد ثاني المدن الصناعيه الاردنيه والتي أنشأت عام 1991 نشأت عدة شركات عامله في هذه المجالات وشهدت مسيرتها تطورات عدة حققت خلالها نتائج متميزة استقطبت خلالها مختلف الأيدي العاملة الاردنية في مختلف التخصصات من طبية وبيطرية وهندسية زراعيه وكيميائيه وغيرها فضلا عن فرص التدريب والتأهيل التي أتاحتها مختبرات هذه المصانع والشركات لطلبة الجامعات الاردنية القريبة من مدينة الحسن الصناعيه لا سيما جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية.
وتكشف احصاءيات وارقام شركة المدن الصناعيه الاردنية التي أنشأت وتدير وتسوق مدينة الحسن الصناعيه عن وجود مايزيد عن عشرة شركات صناعيه عامله في المدينة في مجال صناعة المبيدات والأدوية البيطرية والأسمدة الزراعية يصل حجم استثماراتها الى ما يقارب 36 مليون دينار اردني في حين وفرت ما يقارب 400 فرصة عمل في مختلف المهن والوظائف تصدر منتجاتها ذات الجودة العالية لمختلف الاسواق العالمية.
ويؤكد المهندس محمد عويس وهو مستثمر في هذا المجال وتعد شركته "مبيدكو" من أكبر الشركات العامله في هذا المجال في المدينه برأسمال يقارب 20 ملون دينار وتضم نصف العمالة العاملة في هذا المجال أن صناعة الدواء البيطري تضاهي صناعة الدواء البشري حيث يعمل في هذا القطاع ما يقارب 1000 عامل.
ويبين عويس أن النجاح الذي حققته مبيدكو انعكس على فرص العمل المستحدثة في هذا المجال والتي وجدها الشباب الاردني المؤهل في مختلف التخصصات الطبية والزراعيه فضلا عن فرص التدريب والتأهيل في مختبرات الشركة التي تعد الأحدث في هذا المجال والتي تحرص من خلالها مبيدكو على مواكبة مختلف التطورات العالمية في هذه الصناعه، حيث باتت مبيدكو اليوم قصة نجاح اردنية استطاعت الوصول بمنتجاتها لما يقارب 40 دولة حول العالم وبفضل قدرتها على مواكبة المستجدات والتطورات في عالم صناعة الكيماويات الزراعية ومبيدات الصحة العامة.
ويشيد عويس ببيئة الإستثمار الاردنية وعلى وجه الخصوص في مدينة الحسن الصناعيه التي مكّنت "مبيدكو" من الإنطلاق نحو العالمية كالإعفاءات والحوافز التي شكلّت نوعا من الدعم الكافي لتحقيق الانطلاقة من شركة فتية الى افتتاح فروع وخطوط انتاج جديدة داخل المدينة مكنتها من النهوض ودخول اسواق تصديرية جديدة وها هي اليوم تمتلك مصنعا في السعودية وآخر في سوريا.
وكغيره من الصناعيين يدعو عويس الى تقديم المزيد من الدعم للصناعيين في ظل الظروف الحالية للحفاظ على الصناعات القائمة بشكل عام وصناعة الادوية البيطرية والأسمدة بشكل عام مشيرا إلى أن زيادة كلف الانتاج اثرت على المنافسة اضافة الى مراجعة الاتفاقيات الدولية التي لم يحقق منها القطاع الخاص الاردني اي فائدة اضافة الى حماية المنتج الاردني وتكثيف الجهود الرقابية.
من جانب آخر، يدعو عويس لمساعدة الشركات الصناعيه في تحقيق التكاملية بين الشركات الصناعيه بتبادل المواد الخام اضافة الى زيادة المدة الممنوحة في التراخيص السنوية واعلام الجهات الرسمية بهذه الاجراءات كالجمارك والزراعه وغيرها حيث أن تأخر اصدار الموافقات يرتب كلف اضافية على الشركات الصناعيه.
يشار الى ان عددد الشركات الصناعيه العاملة في مدينة الحسن الصناعيه في مختلف المجالات الصناعيه وصل حتى نهاية العام 2018 قرابة (150) شركة صناعيه بحجم استثمار (247) مليون دينار اردني في حين بلغت صادراتها (517) مليون دينار وفرت مايزيد عن (27) الف فرصة عمل.